جمعية “جذور” تشد الرحال من المغرب إلى بلجيكا برهانات توعوية متجددة

جمعية “جذور” تشد الرحال من المغرب إلى بلجيكا برهانات توعوية متجددة

جمعية "جذور" تشد الرحال من المغرب إلى بلجيكا برهانات توعوية متجددة
صورة: صفحة عادل السعداني

“نريد أن ننهض بأدمغة الناس، ولا نريد القيام بثورة ولا (سيدي زكري)”، هكذا تحدث رئيس جمعية جذور عن عملها الذي يتجدد بعد تأسيس منظمة مدنية جديد بالاسم نفسه ببروكسيل البلجيكية، 4 سنوات بعد قرار حلها بالمغرب، وأضاف في تصريح لـهسبريس أن هدفها مازال هو “أن يكون عندنا مواطن كما ينبغي، وفضاء عام كما ينبغي”.

“جذور”، التي تعلن عن هيئتها الجديدة محتفظةً بالاسم والشعار نفسهما، قال رئيسها عادل السعداني لهسبريس: “لم نفهم بعد لِمَ تمّ الإغلاق الأول، ولم نستطع تأسيس جمعية أخرى في المغرب، رغم أننا ربحنا في المحكمة الإدارية ضد العمالة ابتدائيا واستثنائيا، وهذا يأخذ وقتا؛ ثم يحتاج تنفيذ الحكم الانتظار، رغم أن عملنا قانوني”.

“هذا ما اضطر الأعضاء إلى تأسيس الجمعية الجديدة – القديمة في العاصمة بروكسيل؛ للقيام بالأنشطة نفسها. لكن لم نعد نشتغل في المغرب كثيرا، فالعمل الأساسي للجمعية خارج البلاد، وبدل السياسة الثقافية المغربية فقط نهتم حاليا بالسياسة الثقافية في المتوسط؛ لأن الجمعية ليست في المغرب، وتحتاج تصريحا للعمل في البلاد، ‘وما هي وما لونها’ (أي يحتاج الأمر جهدا جهيدا)، فغيرنا الإستراتيجية، ونشتغل حاليا أكثر في مجال السينما والوثائقي لأنه يسيرُ التداول الرقمي”، يورد المتحدث ذاته، وأضاف: “جمعية ‘جذور’ القديمة لم تبق، وأُخبرنا الآن بأن طلب عدم الحلّ رفض في طور النقض، فأسسنا ببروكسيل ‘جذور’ بالاسم والرمز نفسهما، ونشتغل حاليا على ‘مؤشر جذور’؛ لأننا وجدنا بعد ما عشناه في السنوات الماضية ألا مؤشرا دوليا يقيس ‘حرية التجمع والجمعيات في العالم’، وكيف تحترم الدول ‘المادة 20’، من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان”.

يذكر في هذا الإطار أن هذه المادة تنص على أن “لكلِّ شخص حقٌّ في حرِّية الاشتراك في الاجتماعات والجمعيات السلمية”، وأنه “لا يجوز إرغامُ أحدٍ على الانتماء إلى جمعية ما”، وهو ما علق عليه السعداني بالقول: “كثير من الدول بدل مهاجمة مواضيع بعينها لا تدع الناس يشكلون جمعية للدفاع عن شيء ما، وهو ما يحدث في المغرب أيضا”، وتابع: “كنا في ما قبل ننشر الوضع العام للثقافة بالمغرب كل سنتين، ولم يعد بإمكاننا إجراء البحث في البلاد، لذا سنجريه على مستوى دول المتوسط، بجمع جمعيات من منطقة البحر الأبيض المتوسط، مع المؤتمر الدائم للسمعي البصري المتوسطي (كوبيام) الذي يجمع القنوات السمعية البصرية العمومية في المتوسط، وجامعات”، وهو تجمع سيهتم أيضا بمواضيع الهجرة والبيئة والشباب.

ومغربيا، قال رئيس “جذور”: “نعمل بتنسيق مع جمعيات مغربية في شبكة من المنظمات المدنية، فلنا أنشطة، لكن غيرنا الإستراتيجية، فقد كنا نعمل سابقا مع القرى والمدن كثيرا، والآن نشتغل في مجال السينما والوثائقيات التي تنتشر رقميا”.

يذكر أن رئيس جمعية “جذور” سبق أن كتب بعد مرور سنة على الإقرار بحكم حل الجمعية الثقافية “جذور” أنه لا يُحِس بأي نوستالجيا (حنين إلى الماضي وتعلق به)؛ لكنه يؤمن بعمق بأن بعض الموظفين “يلعبون دورا ضد بلدنا، وضد أغلبية المغاربة”.

كما يشار إلى أن مقر جمعية “جذور” استقبل، طيلة ثلاث سنوات، حلقات برنامج عُرض على “يوتيوب” بعنوان “1dîner 2cons”، رفعت آخر حلقاته سقف “أريحية” مناقشة عمل المؤسسة الملكية في حوارات مسجلة داخل المغرب، ما قاد إلى حلها قضائيا بتهم ”إساءة الحوار إلى الدين الإسلامي، وإهانة هيئة منظمة وموظفي الإدارة العمومية، والمجاهرة بتعاطي المشروبات الكحولية أمام جمهور من بينه قاصرون، فضلا عن عبارات مخلة بالحياء”، وهو ما واكبته حملة تضامنية واسعة من بين أطوارها تعليق الشاعر والمعتقل السياسي السابق عبد اللطيف اللعبي الذي وصف النازلة بـ“السابقة في تاريخ المغرب منذ استقلاله”.

مساهمة

كل تبرع، على الرغم من صغره، يساعد كثيرًا في تمويل عملنا وإحداث تأثير إيجابي في حياة الأشخاص في جميع أنحاء العالم. يجعل سخاؤكم ودعمكم من الممكن توفير الموارد والخدمات الحيوية لأولئك الذين يحتاجون إليها. نحثكم على التفكير في التبرع اليوم أو استكشاف الطرق التي يمكنكم من خلالها المساهمة في القضايا التي ندعمها. من خلال التعاون معًا، يمكننا صنع الفرق وخلق عالم يحترم حقوق الإنسان ويقدرها قبل كل شيء. شكرًا لدعمكم ولتكونوا جزءًا من التغيير الذي نحتاج جميعًا إلى رؤيته في العالم.